Saturday, December 27, 2008

خيانه......مشروعه!!!



وبعد ان خرج زوجها وراح يلبى نداء الصلاه

جلست ترتشف قهوتها امام شرفتها
واخذت الذكريات تزحف الى عقلها
مع نغمات تلك الاغنيه التى تجهل مصدرها

تذكرته....... كان فى حياتها ...ولم يكن هو سبب الفراق.... وكانت هى ايضاً بريئه مما حدث
ومضى كلاً الى طريق

تذكرت لقائهما اول مره ووعودهما وحنانه عليها

تذكرت وسامته وشبابه وبرائتهما معاً

تذكرت الاماكن والاغنيات التى كانت تجمعهم معاً

تذكرت روحه المرحه وخوفه عليها واهتمامه لشئونها
....
هو غاب عنها ولم تراه منذ فراقهما......سمعت انه تزوج وعاش حياته
وهى... ابنئها كبروا....

هى تقدر زوجها وتحترمه جداً ....فهو اهل للتقدير والاحترام
كريم وذو اخلاق عاليه وحنون ومخلص جداً ويتقى الله فيها

وكانت كثيراً ما تبتسم ... عندما تلمح بعض تبــــاريح الزمان بدات تزحف على وجناتيها

وتحاول ان تقاوم نفسها... فى ان تعيش ولو بذاكرتها مع حبها القديم
وتردد ان ليس من حقها حتى ان تتذكر
وتردد انها خائنه لزوجها لمجرد جموح خيالها


تمنت ان يكون عقلها كجهاز الكمبيوتر تستطيع بامر (دليت ) ان تمحو ما تشاء
وبامر(باست) ان تضع ما تشاء
وينتهى القديم ولا يبقى اى شىء...
اخذت تلوم نفسها كلما طاردتها الذكريات دون قصد منها

- فما اكثر الذكريات التى تطفو على السطح فجاءه ..مع كلمات اغنيه قديمه او موسيقى ذات ذكرى معينه تخرج رغماً عنا فقد اخذت الذكرى مكانا فى دواخلنا او غرقت فيها
وبين الحين والحين تخرج لتاخذ نفس يبيقها حيه فى دواخلنا
وربما يثير تلك الذكريات تتابع الفصول او البلدان والاماكن او الاغنيات او الازهار

او حتى رؤيتنا لابنائنا وتذكر انفسنا ونحن فى نفس اعمارهم

اخذت تردد انها لاتستطيع نزع قلبها والتخلص منه .... فالايام متصله ومتواصله وبعضها يسلم بعض
وما العمر الا مجموعه كبيره من الذكريات الجميله والموحشه تلك الذكريات التى هى تجاربنا وخبرتنا
تلك الذكريات التى هى تاريخينا وقصه حياتنا
او هى ببساطه حياتنا

ابتسمت ثانيه ورددت لو كان فى ذلك خيانه....
ففيه منتهى الاخلاص للعمر والذات والحظات التى هى كل ما يملك الانسان

فالذكريات من حق من عاشها وحده تماما كخياله واحلامه التى ليس له يد فيها
ابتسمت وقالت الذكريات هى وفاء للماضى


وهنا احست باطرف ايدى توضع على عينها من خلفها وصوت يردد.... من انا؟؟؟
قالت بمنتهى البراءه والصدق... انت عمرى كله.. انت الحاضر... والمستقبل

وانت دليل رضا الله عنى
فرد بقبله حنونه على راسها

واكملت قهوتها